وكالة أنباء الحوزة - في ليلة الجمعة المباركة (16 مايو 2025)، ليلة زيارة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ألقى سماحة آية الله الشيخ عبد الله جوادي الآملي كلمة قيمة في رحاب العتبة الحسينية المقدسة في كربلاء، بحضور كوكبة من مسؤولي العتبة وخدام الروضة الحسينية الطاهرة، إضافة إلى عدد من أساتذة وطلاب الحوزة العلمية.
مكانة خدام الإمام الحسين عليه السلام
واستهل خطابه بالثناء على المكانة المرموقة التي يحظى بها خدام سيد الشهداء عليه السلام، قائلاً: "أحييكم - أيها السادة الأفاضل - حيث تشرفتم بمقام خدمة أبي عبد الله الحسين عليه السلام. لقد منّ الله عليكم بشرف القرب من مائدته، فجمعتم بين شرف العلم وكرامة العمل، وأنتم أحقّ الخلق بأن ترتووا من نمير علوم سيد الشهداء عليه أفضل الصلاة والسلام."
طريقا العلم والهداية
ثم بيّن سماحته أن طريق الوصول إلى مراتب العلم الإلهي له منهجان:
1- العلم المكتسب: وهو ما يُنال بالدرس والتحقيق والاجتهاد ودفع الشبهات.
2- العلم الموروث: وهو نور إلهي يمنحه الله لمن طهر قلبه من الأنانية، وأدام التهجد، وأحكم صلته بأولياء الله. (1)
وأكد قائلاً: "ليس قولهم صلى الله عليهم (العلماء ورثة الأنبياء) خبراً يُروى فحسب، بل هو نداء لكل مؤمن أن يسعى ليكون من الوارثين الحقيقيين لعلوم النبوة وأسرار الولاية."
دعوة إلى الاجتهاد
وشدّد سماحته على أن: "البقاء في دائرة التقليد ليس من شيم الفضيلة، إنما الفضيلة تكمن في طلب الاجتهاد، كما رسم معالمه أعلامنا الأبرار من أمثال الشيخ الطوسي والشيخ الأنصاري قدّس الله أسرارهم، فعلى طلبة العلم أن يسيروا على هذا النهج القويم."
ثم خاطب الحاضرين قائلاً: "إنّ الحسين بن علي عليهما السلام يمكنه أن يمنح الجميع، وإياكم خاصّةً، ذلك العلم الموروث، ونحن بدورنا نستضيء بأنواركم. وبما أنكم جيران مضيف الله تعالى في حرم سيد الشهداء عليه السلام، فأنتم الأولى بأن تكونوا حملة علوم آل البيت عليهم السلام، فاعرفوا قيمة أنفسكم."
الدعاء الختامي
وفي ختام حديثه أثنى على خدّام العتبة، سائلاً المولى - سبحانه وتعالى - عزة الإسلام والمسلمين.
المحرر: أ. د
المصدر: وكالة أنباء الحوزة (نقلا عن مركز الإسراء باللغة الفارسية)
(1) بيّن آية الله جوادي الآملي أنَّ للوصول إلى مقام العلم والهداية طريقين أساسيين: "علم الدراسة" حسب تعبيره، وهو العلم التعليمي المكتسب من خلال البحث والدراسة، و"علم الوراثة" وفق تعبيره، وهو العلم الرباني الذي يُورَّث من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام من خلال طهارة القلب.
تعليقك